هوامش

بين الظلام والضوء

.

.

.

قصيصات.

بل أصغر فأصغر،

بل أقل فأقل، وأضيق فأضيق.

حتى البؤرة، حتى المساحة الغالبة، وحتى الهوامش.

أشلاهن

حصلت معك، مؤكداً حصل معك أن رأيت ذات صباح أشلاء قطة في الطريق العام، إحدى ضحايا الدهس المتعمد أو الغير متعمد. هل رأى سائق السيارة القطة وهي تعبر؟ هل حاول أن يتوقف ولم يستطع؟ هل تجاهل مرآها وواصل طريقه على أشلائها لأنه لا يريد أن يتأخر أو أي عذر ‘أهبل’ آخر؟

كم هو سيء، ابتداء يومك ببقايا روح ممزقة…

ما بعد الحقيقة

بعض من الأحيان يمتلك المرء معتقدات يزهو بها ويصبح رسولاً لنشرها، كيفما كان شكلها.

لكنه يؤمن بصدقها وأحقيتها بالحقيقة، كأنها الجنة والنار.

أليس هذا شيء مريح؟ أن تكون متأكداً من أمر ما؟

وبعض من الأحيان يحدث للمرء ما قد يغيّر فكره، ويزعزع إيمانياته.

وهذا شيء طيب، التغيّر والتجديد الدائم.

أما البعض الآخر من تلك الأحيان هو أن تُعرف الحقيقة بالدلائل والمعلومات الكافية، ويتم اقصاؤها طوعاً أو غصباً، بداعي من جهل أو خوف، أو كلاهما.

حيث يبقى الإيمان أعمى والحقيقة مشوّهة أو مخفية.

تهانينا.

جَرْيْ

ذلك السراب الذي تجري خلفه، سيختفي بيوم ما.

فقط، أنك وإن كنت تقترب أكثر، أنت مازلت تطارد سراباً. وإن أمسكته بيديك، وإن شربته بفمك، وإن عاملته بما يحب أن يُعامل…

لا تُصدّقه يا صديقي، خاصةً أن لا مصلحة تجمعك به بالضرورة. فزيف بعض البشر وما يظهرون يشهد عليه تاريخهم، هم وما يبطنون.

ولا تقلق كثيراً، ذلك السراب حتماً سيختفي يوم ما وترتاح.

عدم تهذيب

لا نعرف كيف نصف قدرة البعض على كسر حدود الأدب واللياقة، بداعٍ من شعور داخلي قبيح.

كالغضب مثلاً.

لبعضهم، في لحظات الغضب، تسقط الأخلاق.

ونقول، في لحظات الغضب، تنكشف الأخلاق.

لا شيء يكفي

تحاول وتحاول وتحاول أن تصل إلى وضع مثالي مستقر.

ومحاولاتك تبوء بالفشل، لأن هناك دائماً المزيد، المزيد من كل شيء، والأحسن من كل شيء.

وحين ترضى، ترسو وتستقر.

حين ترضى.

دورك الإضافي سيكون أن تعرف الفرق بين الرضى والقناعة، والقعود عن الحصول على ما تريد وتستحق.

تفاصيل، تفاصيل

لون القماش، أو لوني القماش.

شكل الغرفة بوجود طاولة الطعام على اليمين أو اليسار.

انعكاس صورتك في المرآة وأنت تلبس قميص رسمي أو فانيلة داخلية.

ونقاط أخرى تدل على تفاصيل أخرى.

نحن لم نعش نصف حياة، لنعرف أننا لم نصل بعد لشيء صلب ويستحق استنفاذ وقتنا عليه.

التأجيل

من الممكن أن التأجيل هو عادة قديمة يتقمصها البشري المحترم من جيل إلى جيل. فالتأجيل والكسل شريكان في نفس الجرم: ضياع الوقت وتضييع العمر. كتأجيل الأحلام مثلاً بدافع من الخوف أو الانشغال الغير منتج أو التعذر بأي سبب وهن آخر.

الرسالة هنا أن لا تأجّل، وزاحم يومك المتعب بأمر يُكسبك حياةً فوق الحياة.

فالوقت بعد سن الوهم والأمل (عادةً منتصف العشرين) يقصر تدريجياً.

هذه للخذلان، هذه لإنكسار القلب

آه، هذه.

حين تعرف أنك لست بريئاً من كل شر. أنك أيضاً تخذل الآخرين، وتكسر قلوبهم للحظة، وتعكر صفوهم لأكثر من لحظة.

قد تكون طيب القلب، وهو وصف ‘أهبل’ آخر، حيث أنه لا يعرّف عنك شيء ذا أهمية، فحتى الأفعى طيبة أحياناً.

ولكن طيبة قلبك لا تتخطى حاجز عقلك.

وحين تفقد صبرك، تفقد حكمتك، تفقد رؤيتك في خضّم الفوضى، تعرف أنك لم تكن لطيفاً وأنك تسببت بجرح.

تعرف الآن، صحيح؟ أن، للأسف، مقياس الاستقامة لا نفع منه حين يجبرك على الحكم على الآخرين.أما هذه، فهي لي.

هذا المنشور نشر في عن الحياة وكلماته الدلالية , , , , , , , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق